lundi 10 mai 2010

الوحدة 6.

الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي.

تمهيد و إشكال: حملت السنوات الأولي بعد الحرب العالمية الأولى تطورات خطيرة بالنسبة للمشرق العربي. فقد تقرر وضع جل دوله تحت الانتداب الفرنسي و الإنجليزي بتزكية من عصبة الأمم و طبقا لقرارات مؤتمر سان ريمو (1920) . لكن نضال الشعوب العربية فرض انسحاب الدول الاستعمارية التي خلفت منطقة عربية مجزأة و ضعيفة.
فما هو الإطار العام للحركات الاستقلالية بالمشرق العربي ؟ و ما هي أهم التطورات التي أسفرت عن الاستقلال بالمشرق العربي؟

I – الإطار العام للحركات الاستقلالية بالمشرق العربي.

1 – السياسة التي اتبعتها كل من فرنسا و إنجلترا لتطبيق الانتداب:
بعد انسحاب روسيا من معاهدة سايكس - بيكو و تطبيق تقسيم المنطقة العربية بين فرنسا و إنجلترا. قررت هذه الأخيرة تنصيب عبد الله بن الحسين ملكا على العراق . فنظمت استفتاءا شعبيا أسفر عن موافقة الشعب العراقي على تتويج فيصل ملكا على العراق بسبة 96 % من الأصوات في 23 غشت 1921 و توضح هذه النتيجة تزوير السلطة البريطانية للاستفتاء. (الوثيقة 1 ص 191)
أما فرنسا، فقد خولت للمندوب السامي الفرنسي في سوريا سلطات واسعة. مكنته من التلاعب بالمبادئ الأساسية للقانون العام . وفق ما تمليه المصلحة الاستعمارية. فقد كان يسير الحكومة السورية الصورية و يسيطر على الجيش باعتباره القائد الأعلى. و هو المتصرف الوحيد في السلطة التشريعية و التنفيذية و يمتلك نفوذا واسعا على القضاء.(الوثيقة 2 ص 191) .
ساهمت هذه التصرفات الاستعمارية المستبدة و المهمشة للشعب العربي، في كل من العراق و سوريا، في تحريك الروح الوطنية لدى الأهالي. و ظهور الحركات الوطنية.
2 – الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي و التعريف ببعض زعمائها:
* في العراق : شهدت الساحة العراقية انطلاق العمل الحزبي خلال الثلاثينات من القرن 20 و ذلك بظهور حزبين معارضين للحكومة وهما ، الحزب الوطني ببغداد و حزب النهضة بالكاضمية . و حزب موال للحكومة و هو الحزب الحر العراقي ببغداد (الوثيقة 1 ص 191)و يلاحظ أن هذه الأحزاب تستمد شعبيتها من الشخصيات السياسية المؤسسة او المنتمية لها أكثر من برامجها السياسية. و تتكون هذه الشخصيات من أبناء العائلات الغنية أو من شيوخ القبائل أو كبار رجال الجيش و رجال الدين (الوثيقة 2 ص 191).
و يعتبر نوري السعيد أحد الشخصيات السياسية المرموقة في العراق فقد شغل منصب رئيس الوزراء خلال فترة الانتداب و بعد الاستقلال و اشتهر بدوره الأساسي في المفاوضات العراقية الإنجليزية التي أفضت إلى استقلال العراق . و قد تم اغتياله سنة 1958 خلال الثورة التي تزعمها عبد الكريم قاسم.
* في سوريا و لبنان: استقرت الحركة الوطنية السورية في القاهرة و كان لها فرع دائم في جنيف برئاسة الأمير شكيب أرسلان السفير لدى عصبة الأمم للدفاع عن قضية بلاده .كان تعتبر مرجعا هاما للزعماء العرب في مواجهتهم للاستعمار فقد التقى بسعد زغلول و محمد عبده و جمال الدين الأفغاني و محمد بلحسن الوزاني و بلافريج. كما سافر إلى عدة بلدان للدفاع عن القضايا العربية و الإسلامية توفي سنة 1946. و قد عرفت سوريا و لبنان حركة حزبية خلال فترة الاستعمار تتمثل في حزب الشعب السوري بزعامة عبد الرحمان الشهبندر بدمشق. و الذي يطالب بالاستقلال التام لسوريا . و جماعة مستقبل الإسلام بقونية و يتلخص برنامجا في حماية مقومات الدين الإسلامي .أما في لبنان فقد ظهرت جماعة الاتحاديين بزعامة إميل إده التي تعمل على استقلال لبنان التام . و جماعة الدستوريين بزعامة بشارة الخوري و تهدف إلى التحرير التام للبنان و توثيق العلاقات مع البلدان العربية.

II – التطورات التي أفضت إلى الاستقلال بالمشرق العربي.

1 – و ضعية العراق من فرض الانتداب إلى الحصول على الاستقلال:
اندلعت المقاومة العراقية ضد الانتداب الإنجليزي مند سنة 1920. و أدت إلى تعويض الانتداب بمعاهدة ثنائية سنة 1922. و إصدار دستور وطني سنة 1924 .لكن المقاومة استمرت حتى سنة 1930. حيث تم التوقيع على معاهدة 30 يونيو .1930 التي تعترف بموجبها إنجلترا باستقلال العراق . الذي يتعهد بدوره بالحفاظ على المصالح الإنجليزية، المتمثلة في استمرار التواجد العسكري فوق التراب العراقي. و احتفاظ بريطانيا بحق الاستشارة في الشؤون الخارجية للعراق. و حق استعمال بريطانيا للتراب العراقي لإقامة مشاريع اقتصادية .كما تم تعويض المندوب السامي البريطاني بسفير يتمتع بحقوق و امتيازات أكثر من سفراء الدول الأخرى في العراق. و تلتزم بريطانيا بدعم انضمام العراق إلى عصبة الأمم . (الوثيقة 2 ص 193) الأمر الذي تم في أكتوبر من سنة 1932 مقابل تقديم العراق ضمانات لحماية حقوق الأجانب و احترام حقوق الإنسان و الاعتراف بالديون و المعاهدات التي عقدتها الدول المنتدبة. (الوثيقة 3 ص 193).
2 – تطور الأوضاع بسوريا و لبنان ، و ظروف حصولها على الاستقلال:
انطلق الانتداب الفرنسي على سوريا سنة 1920 و في سنة 1922 تم تنصيب حكومة سورية موالية للانتداب.لهذا اندلعت ثورة وطنية انطلاقا من جبال الدروز بزعامة سلطان الأطرش (الوثيقة 2 ص 194) الذي ولد سنة 1889 و قاد المقاومة ضد العثمانيين سنة 1910 و شارك في الثورة العربية الكبرى و قاد ثورة 1925 ضد الانتداب الفرنسي و توفي سنة 1982 بالأردن . ساهمت ثورة 1925( الوثيقة 1 ص 194) التي امتدت على 1927 في إرغام فرنسا على تقديم بعض الإصلاحات منها إجراء أول انتخابات تشريعية سنة 1932 . لكن المقاومة استمرت مما أفضى إلى توقيع معاهدة 1936 التي ترأس فيها هاشم الأتاسي الوفد السوري . و التي تقدر مدتها ب 25 سنة قابلة للتجديد و تنص على منح سوريا الاستقلال مع منح فرنسا حق استعمال قاعدتين عسكريتين بها و حق الاستشارة في الشؤون الخارجية و السماح للجيش الفرنسي باستعمال التراب السوري في حالة الحرب. كما تم توقيع معاهدة مماثلة مع لبنان يوم 13 نونبر من نفس السنة تقضي بفصله عن سوريا و من أشهر رجالات الحركة الوطنية اللبنانية رياض الصلح الذي لعب دورا أساسيا في استقلال بلاده و شغل منصب رئيس الوزراء من سنة 1943 إلى 1945 و قد تم اغتياله بعمان سنة 1951. .و قد استمر الوضع المرتبط بمعاهدة 1936 حتى سنة 1946 حيث تم الجلاء التام للتواجد الفرنسي بسوريا ولبنان.
الخاتمة: ساهم الانتداب الإنجليزي و الفرنسي في المشرق العربي في تجزئة المنطقة و إضعافها . الأمر الذي ساهم في تشتيت القوة العربية و سهل مأمورية التغلغل الصهيوني بفلسطين .

3 commentaires:

mizow a dit…

slt

mizow a dit…

salam ostad ana tilmid 2bac3 "stiah hamza"obaligho laka salami alhar da3iyan laka bi sehati wtoli al omor.....wach bsah machi les profs diyawl "imam "homa li radi yharsona?

Anonyme a dit…

Great post. Ne peut pas attendre de lire les prochains:)