lundi 10 mai 2010

الوحدة 4.

المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال و استكمال الوحدة الترابية .

تمهيد و إشكال: حاول الاستعمار منذ احتلاله للمغرب العمل على هدم مقوماته الأساسية. و ذلك بإصدار الظهير البربري للتفريق بين المغاربة الأمازيغ و العرب . و تهميش اللغة العربية لصالح لغة المستعمر . و محاربة الحكومة الشرعية للبلاد . كل ذلك ساهم في إثارة الروح الوطنية لدى الشعب المغربي. الذي انخرط تلقائيا في الحركة الوطنية. التي قدمت برنامجا إصلاحيا سنة 1934 للسلطات الاستعمارية. فانطلقت بذلك مرحلة جديدة من المقاومة التي اتخذت شكلا سياسيا.تطور إلى العمل الفدائي بعد نفي السلطان محمد بن يوسف .و استمر النضال المغربي حتى 2 ماري 1956 تاريخ إلغاء الحماية. فانطلقت بعد ذلك مرحلة استكمال الوحدة الترابية تحت قيادة العاهلين محمد الخامس و الحسن الثاني و التي انتهت باسترجاع الأقاليم الصحراوية.
فما هي مميزات مطالب الحركة الوطنية في الثلاثينات؟ و ما هي التحولات التي عرفتها الحركة الوطنية منذ يناير 1944؟ و ما هي مجهودات المغرب لاستكمال وحدته الترابية؟

I – نشأة الحركة الوطنية و أهم مطالبها الإصلاحية.

1 – ظروف نشأة الحركة الوطنية و وسائل عملها:
أ – ظروف نشأة الحركة الوطنية: دخلت الإقامة العامة في مواجهة عنيفة مع الشعب المغربي، على إثر صدور "الظهير البربري" يوم 16 ماي 1930.و الذي تهدف سلطات الحماية، من وراءه، تفرقة الشعب المغربي .عن طريق تصنيفه إلى عرب وأما زيغ. بإقامة محاكم عرفية في المناطق الأمازيغية. بدل المحاكم الإسلامية الشرعية. و التي ستتولى النظر و البث في القضايا المدنية و التجارية، و قضايا الأحوال الشخصية و الإرث. انطلاقا من العوائد المحلية.أما القضايا الجنائية فتبث فيها المحاكم الفرنسية (الوثيقة 1 ص 169). كما حاولت سلطات الحماية فرنسة و تمسيح أبناء القبائل الأمازيغية. عن طريق بناء المدارس "البربرية – الفرنسية" و الكنائس في مناطقهم. لكن الشعب المغربي رفض هذه السياسة. فانطلقت بذلك الحركة الوطنية. التي وجدت في الظهير البربري فرصة سانحة للتعبير عن رفضها العلني لنظام الحماية. و هكذا انتشرت حركات الاحتجاج الواسعة في جل المدن المغربية، انطلاقا من فاس . و اجتمع المغاربة في المساجد لقراءة "اللطيف". و واجهت السلطات الاستعمارية هذه الحركات بعنف شديد . فانبثقت "كتلة العمل الوطني" بتنسيق بين الوطنيين في الداخل كعلال الفاسي و الوطنيين بالخارج كأحمد بلافريج و محمد بلحسن الوزاني سنة 1934 . و قد تم اقتباس اسم الكتلة الوطنية من الشرق العربي.(الوثيقة 3 ص 170 )
و شكلت الكتلة بداية العمل السياسي و انطلاق العمل الحزبي في المناطق المغربية ( المنطقة السلطانية و الخليفية) .ففي المنطقة السلطانية تفرعت كتلة العمل الوطني إلى حزبين سنة 1937 : "الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات" بزعامة "علال الفاسي". و "الحركة القومية المغربية" بزعامة "محمد بلحسن الوزاني" أما في المنطقة الخليفية فبالإضافة إلى "حزب الإصلاح الوطني" الذي تأسس سنة 1933 بزعامة "عبد الخالق الطر يس" ظهر "حزب الوحدة المغربية" سنة 1937 بزعامة "محمد المكي الناصري".(الوثيقة 4 ص 170)
ب – و سائل عمل الحركة الوطنية: كانت الحركة الوطنية المغربية تعتمد على مجموعة من وسائل العمل المتمثلة في : (الوثيقة 5 ص 170)
- إصدار الجرائد و المجلات: كمجلة "مغرب " ( Maghreb) سنة 1932 الناطقة بالفرنسية و التي كانت تصدر بباريس. و جريدة "عمل الشعب" (L'Action du peuple)
سنة 1933 الناطقة بالفرنسية و التي كانت تصدر بفاس . جريدة "الوحدة المغربية" ( Unidad Marroqui) سنة 1937 الناطقة بالإسبانية و تصدر بتطوان.
- المدارس الحرة التي ساهمت في الحفاظ على الشخصية المغربية و اللغة العربية كالمدرسة الأهلية بتطوان (1924) ، مدرسة المعهد الإسلامي بسلا (1933)، مدرسة النجاح بالدار البيضاء (1933) ، مدرسة جسوس بالرباط (1934) و المدرسة الإسلامية الحرة بطنجة (1934) .
- الفرق الموسيقية التي كانت تضم الشباب المغربي و تعتبر مدارس للتوعية الوطنية كفرقة فتيان حزب الإصلاح و جوق الهلال بتطوان، فرقة المنار بالدار البيضاء، الجوق المغربي بالرباط و الجوق السلاوي بسلا. و لقطع الطريق أمام ادعاءات سلطات الحماية التي تتهم الوطنيين بالخارجين عن سلطة السلطان المغربي . قرر الوطنيون بسن الاحتفال بعيد العرش سنة 1933 في 18 نونبر من كل سنة . و ذلك لتعزيز مركز السلطان و الحصول على تأييده للحركة الوطنية . (الوثيقة 6 ص 171).
2 - المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية:
انطلقت المطالب الوطنية منذ سنة 1926. لتنتهي سنة 1936 بالمطالب المستعجلة ( انقل الخط الزمني ص 171). ففي سنة 1926 تم تقديم لائحة مطالب وطنية . و في نونبر 1930 قدم وفد فاس للسلطان مطالب الأمة المغربية و ذلك بعد صدور الظهير البربري و في سنة 1931 تم تقديم مطالب الأمة المغربية في المنطقة الخليفية للسلطات الإسبانية و التي تم تجديدها سنة 1933 . و كانت هذه المطالب تتلخص في :
* منح الشعب المغربي حق انتخاب المجالس البلدية و مجلس شورى عام لينظر في مصالح المنطقة و يقرر الميزانية العامة.
* إقرار حرية الصحافة الوطنية لإنارة الرأي العام و ترشيده .
* حرية إقامة جمعيات تدرب المواطنين على الحياة العامة.
* فتح مدارس مغربية للتعليم الابتدائي في المدن و القرى ومدارس ثانوية في المراكز الحضرية الكبرى .
فتح مدارس مهنية و إرسال بعثات طلابية إلى الخارج .
الاهتمام بالفلاح و العمل على تحسين ظروف عيشه.
و في سنة 1934 قدم زعماء الحركة الوطنية "برنامج الإصلاحات المغربية " للسلطات الفرنسية و التي تنص على:
* الإصلاحات الإدارية: - إلغاء نظام الإدارة المباشرة الفرنسية. - احترام حدود المغرب. - تأسيس مجلس وطني. – إلغاء وسائل التعذيب.
* الإصلاحات الاقتصادية و المالية: - المساواة في الضرائب بين المغاربة و الأجانب. – حماية الصناعة التقليدية المغربية من المنافسة الأجنبية. –إلغاء الرسوم بين المناطق المغربية. – تكوين تعاونيات فلاحية.
* الإصلاحات الاجتماعية: - إجبارية التعليم الابتدائي. – الترخيص بإنشاء المدارس الحرة . – محاربة الأمية. - محاربة البطالة. – بناء المستشفيات و المستوصفات. – تحديد ساعات العمل في 8.
لكن الإدارة الاستعمارية رفضت هذه المطالب .لهذا استغل زعماء الحركة الوطنية وصول "الحركة الشعبية" ذات الاتجاه اليساري للسلطة في فرنسا لتقديم " المطالب المستعجلة" التي تلخص أهم المطالب الإصلاحية في مجال الحريات و الديمقراطية، التعليم، القضاء، الفلاحة و الصناعة، الضرائب و الصحة العمومية (راجع الوثيقة 4 ص. 172) . نستنتج إذن أهمية الوعي السياسي الذي كان يتحلى به زعماء الحركة الوطنية. الذين استطاعوا التنسيق فيما بينهم (زعماء المنطقة السلطانية و زعماء المنطقة الخليفية) لتقديم مطالب إصلاحية في البداية دون المس بنظام الحماية.

II – مجهودات الحركة الوطنية من أجل الاستقلال.

1 – انتقال الحركة الوطنية إلى المطالبة بالاستقلال:
ازدادت حدة الاستغلال الاستعماري للاقتصاد المغربي خلال الحرب العالمية الثانية .لهذا شهد مسار الحركة الوطنية تحولا مهما حيث انتقل من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، خصوصا بعدما تم تدعيمه من طرف الحركات النقابية الصاعدة. ففي سنة 1944 تعززت الساحة السياسية المغربية بميلاد "حزب الاستقلال ". بزعامة علال الفاسي ، و الذي كان له السبق في تقديم "عريضة المطالبة بالاستقلال" يوم 11 يناير 1944. (الوثيقة 1 ص 172). و تبنى السلطان محمد بن يوسف مضمون هذه العريضة و دافع عنها أمام سلطات الحماية (الوثيقة 2 ص. 173). و في سنة 1946 تأسس "حزب الشورى و الاستقلال" بزعامة محمد بلحسن الوزاني و الذي طالب بدوره باستقلال المغرب . و قد اعتمدت الحركة الوطنية في نضالها الجديد على الصحافة التي ظهرت في المنطقين المغربيتين:
* صحافة المنطقة السلطانية:
- جريد "العلم" الصادرة سنة 1946 و جريدة "L'Istiqlal" الصادرة سنة 1951 عن حزب الاستقلال.
- جريدة "Espoir" سنة 1945 عن الحزب الشيوعي المغربي.
- جريدة "الرأي العام" سنة 1947 عن حزب الشورى و الاستقلال.
* صحافة المنطقة الخليفية:
- جريدة" الأمة" سنة 1952 عن حزب الإصلاح الوطني.
- جريدة "منبر الشعب" سنة 1949 عن حزب الوحدة المغربية.
و قد واجهت سلطات الحماية هذه الحركة التحررية بعنف شديد. و ذلك بتضييق الخناق على زعماء الحركة ، الذين التجئوا إلى منطقة طنجة حيث تم التقارب و التنسيق بينهم. فأسفر ذلك عن خلق "جبهة وطنية" في ابريل 1951 و التي أكدت على متابعة النضال حتى الاستقلال (الوثيقة 4 ص 173). و ساهمت مواقف السلطان محمد بن يوسف في تقوية الاتجاه الاستقلالي للحركة الوطنية في الخطاب الذي ألقاه خلال زيارته لمدينة طنجة في ابريل سنة 1947. وفي خطاب العرش لسنة 1952 (الوثيقة 5 ص 173) .
2 – دور "ثورة الملك و الشعب" في تحقيق استقلال المغرب :
أثارت مواقف السلطان محمد بن يوسف المساندة و المدافعة عن الحركة الوطنية و المطالبة بالاستقلال أزمة حادة بينه و بين سلطات الحماية. فقد عبر في عدة مناسبات عن موقفه من الاستعمار نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تعبيره عن رغبة المغرب في الاستقلال خلال لقاء أنفا الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي روزفلت و الوزير الأول البريطاني تشرشل سنة 1943 و خلال رحلاته المتكررة إلى فرنسا سنوات 1945، 1950،و 1952.لهذا قررت فرنسا خلع السلطان و نفيه مع عائلته يوم 20 غشت 1953 إلى كورسيكا ثم على مدغشقر. و قامت بتعيين ابن عرفة ملكا على البلاد. فاندلعت تلقائيا المقاومة الفدائية في مجموع التراب المغربي على يد فدائيين أمثال : الحنصالي و علال بن عبد الله و الزرقطوني . فانتشرت العمليات الفدائية ضد الممتلكات الخاصة بالمعمرين كما سقط ضحيتها عدد مهم من الأجانب (الوثيقة 1 ص 174). و عمت المظاهرات كافة المدن و القرى مطالبة بالاستقلال و رجوع محمد بن يوسف إلى العرش.
و أمام تصاعد العمليات الفدائية ، قررت حكومة "إدكار فور"(Edgar Faure) الدخول في مفاوضات لتسوية المسالة المغربية يوم 20 غشت 1955 في مدينة "أيكس ليبان"
(Aix – les – Bains) بين الحكومة الفرنسية و ممثلي الأحزاب الوطنية فتم الاتفاق على خلع عبن عرفة و رجوع السلطان الشرعي من المنفى (الوثيقة 5 ص 175). و هكذا غادر السلطان و عائلته مدغشقر في 30أكتوبر 1955 متوجها إلى مدينة نيس و بعد أسبوع من إقامته بفرنسا صادق المجلس الوزاري الفرنسي على عودة الملك إلى عرشه و تأسيس حكومة مغربية0. و في 2 مارس 1956 صدر النص الرسمي الذي تعترف فيه فرنسا باستقلال المغرب .

III – مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية.

1 – المناطق المسترجعة ما بين أبريل 1956 و يونيو 1969:
بعد رجوع محمد الخامس إلى المغرب استأنف عمليات تحرير باقي المناطق المغربية . ففي أبريل 1956 التقى الملك بالرئيس الإسباني فرانكو بمدريد، و تم التوقيع على تصريح مشترك يلغي نظام الحماية الإسبانية شمال المغرب . و أشرف محمد الخامس بنفسه على تحطيم الحدود بين المنطقين السلطانية و الخليفية في 9 أبريل 1956. (الوثائق 1 أ- ب – ج. ص 176) . و في 29 أكتوبر سنة 1956 تم استرجاع منطقة طنجة طبقا لتصريح مؤتمر طنجة الوثيقة 2 ص 176) . وفي سنة 1958 تم ضم منطقة طرفاية إلى حظيرة الوطن (الوثيقة 3 ص 176) . و بعد محاولة شاقة،نظرا لتلكأ الحكومة الإسبانية، تمكن المغرب من استرجاع منطقة سيدي إفني و ذلك يوم 30 يونيو 1969(الوثيقة 4 ص 176).
2 – جهود المغرب لاسترجاع منطقتي الساقية الحمراء و وادي الذهب:
اعتمد المغرب على سياسة الحوار و السلم في محاولاته لاسترجاع الأقاليم الصحراوية .لكن تعنت إسبانيا في استمرار استعمارها لهذه المناطق .دفعت المغرب إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي . و في 16 أكتوبر 1975 أكدت المحكمة الدولية مغربة الساقية الحمراء و وادي الذهب .و ذلك نظرا لتواجد روابط البيعة بين القبائل الصحراوية و سلاطين المغرب عبر التاريخ (الوثيقة 1 ص 177). فقرر الحسن الثاني تنظيم "المسيرة الخضراء" التي انطلقت يوم 6 نونبر 1975 و كانت تضم 350000 مغربي (10 % منهم نساء) . و التي ساهمت في تحرير الساقية الحمراء سلميا (الوثيقة 2 أ – ب – ج . ص 177) . و في 14 غشت 1979 جدد سكان وادي الذهب بيعتهم للملك الحسن الثاني و بذلك انظم هذا الإقليم إلى حظيرة الوطن.(الوثيقة 3 أ –ب. ص 177).
الخاتمة: بعد انتهاء المقاومة المسلحة المغربية سنة 1934. ظهرت المقاومة السياسية التي نظمها زعماء الحركة الوطنية. و قد حضيت بدعم السلطان محمد بن يوسف الذي تعرض لمضايقات من طرف سلطات الحماية انتهت بنفيه سنة 1953 . فكان ذلك بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل المقاومة الفدائية التي أدت إلى استقلال المغرب . و نهج المغرب سياسة الحوار لاسترجاع باقي مناطقه و استكمال وحدته الترابية.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

salam mon prof ca va tu me manque olah . ana younes ait chaaire . merci bzaaf pour les consiels et rani nja7t o hadchi blfadl dialak ......mercii